تمهل قليلا
يخرج الصبح قنديلا
يسرج الخيل
في عيون أطفال
سقطوا في الوحل
وأثر أقدام الجنود
ترسم تراجيديا هذا المكان
وأنت في صبحك
تنظر إلى المرآة
تنبىء الفراشات
وقع اليرقات من سقف السماء
تحيرني فضاحة المشهد
أن المغول
عادوا إلى ديارهم جائعين
يلتهم الفارس أخاه
فوق صهوة فرس مذلل
لا يقوى على الركض
في المنحدرات القديمة
حيث يسكن القمر
شرفة بيتي العتيق
ينتظر مواسم الفتح
وانهيار الأحصنة
على باب فارس
تسقط الطفلة
في يد الأشباح الهاربة
من الضوء
تكتنز السترة
هول الشاهد والمشهود
وعن قتلى يتناثروا صدفة
على مدخل المدينة
تبشر بوقع الخطى
جيوش قشتالة
يحتلون الساحات والأماكن العالية
تلوح الريات البيض
في تهنيدة طفل
وضعته أمه الثكلى
فوق حجر صامت
يحفر لنفسه قبر العودة
يحمي جثة أمه
من عيون
تحركها غرائز وحشية
ورغبات حصان جامح
على حدود الأنوثة
يكشف عنها الغطاء
وفي الأرض
تنطق الأرض بما رأت
وتحجب عنها الكلام المباح
صياح ديك
كان يروي تفاصيل الحكاية
وتزهر الحياة
على إيقاع ولادة كل صباح
وجاء الخبر اليقين
القرية لن تنام الليلة
وأعلنت
أرصاد اليانصيب
عن سقوط القذائف
ورذاذ الأسلحة
ينخر الأجساد الصامدة
في هضبة الجولان
لا تسمع هدير الطائرات
ولا صوت الرصاص الطائش
يمني النفس
بأن لنا أعداء
ألسنا أعداء أنفسنا
قبل أن نكون أعداء غيرنا
حين يظل الصمت طقوس الرجولة
المعلقة على حائط المبكى
وأمام نشرة الأخبار
توزع لائحة القتلى
على الذين ينامون
في بيوتهم نائمين
وأياديهم نظيفة
من كل شيء
وتسمع الكلام
الذي يقزز العضم واللسان
والقلب مجروح
يداوي جراحه في صمت
تنزف الأرض
والدم العربي في أسواق النخاسة
تتضارب الارقام وترتفع المؤشرات
في برصة التواطؤ
وشراء اسهم الهمم
ويضيع صوت الحقيقة
مع صراخ الامهات
في الأماكن المظلمة
وأصوات الراكضين
نحوي
تفتح قبور العابرين
إلى السماء
يتيه سؤالي البسيط
في اللقاءات المزركشة
بالوان الربيع
وبأعلام التأييد
وأخرى مرغمة
تحمل وطنا في يدها
وتبكي من صوت السياط
على أكتاف تحمل
صور الشهيد
متى ينتهي العزف الأسطوري
بوحشة الغائب والمفقود
يعشش الرصاص
في رؤوس
من حفظوا النشيد
وكان الحلم يطوف
بجناحه المنكسر
يلملم الجراح عن صبي الحي
وتسخر الألوان الزرقاء
تدغدغ ما تبقى من حياتنا
خائفون من وطن
يقتل أحفاده
على أعتاب كل دار
والموت يخجل من موته
في طابور الراحلين
إلى متوى القرار والفرار
أناشد ما تركت امتي
من عربي
عن سبيل الرشاد
وطغيان الرصاص على العباد
وطني يحمل أمتعة الغضب
خارج الحدود
وأنت يا صاحبي
تمارس الغواية
والهواية
وركوب المخيلة
وتشويه الصور
عن حجم الدمار
في درعا وحمص واللاذقية
ودير الزور
وريف دمشق
وما تحصده الحرب
في الغرب
في قرى يعاد قتل الشهيد
ومن يحمل الشهيد
عباراتي لا تقوى على الكلام
ولا وصف الجرح
الذي يمتد في الجسد العربي
أخاف عليك من وطني
حين تشرق شمسك
في الصباح
تكشف أنك الوحيد
تحمل إسم هذا الوطن